admin Admin
المساهمات : 737 تاريخ التسجيل : 24/07/2009 العمر : 55 الموقع : الاسكندرية
| موضوع: القدير لا يتجسد الإثنين أبريل 25, 2011 5:03 am | |
| تقابلت معه في إحدى غرف برنامج (Paltalk) على شبكة الانترنت ، كنت أتصوره عالماً بصفته راهب وكاهن وقس قديم ، فلما تحاورت معه كانت الفجيعة ، كانوا يقولون إن له قدرة كبيرة على الجدال والنقاش ، ويجيد الحوار المنطقي للوصول إلى غايته أو إثبات معتقده ، إنه القس زكريا بطرس ، كانت تبدوا عليه الحنكة وكبر السن ، ويظهر من كلماته أنه ذو خبرة عالية أو غرور كبير ، وأعرف أنه مُنَصِّر من الدرجة الأولى ، ويعمل منذ فترات طويلة . دعاني أحدهم أن أسمعه ، حينما كان يتكلم في غرفة خاصة لعدد من الحضور ، فوجدته لا ينطق بكلمة واحدة غير السب والشتم في النبي صلى الله عليه وسلم ، والطعن وكتاب الله ، والمسلمين . بدأت حواري معه بصورة هجومية قليلاً ، قائلاً له : هل تعرف أنه لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس عندك يثبت أن المسيح هو الله ، أو أنه أحد صوره ، أو أنه الرب المتجسد على الأرض . أجابني : بل يوجد نصوص عديدة ربما أنت لم تفهمها أو تستوعبها لأنك مسلم ولم تفهم كيف تقرأ الكتاب المقدس. قاطعته بكل حزم وثقة قائلاً : هل لك أن تثبت إلوهية المسيح من هذا الكتاب ، رغم إيماني بأن هذا الكتاب ليس كلام الله ، وأنا جاهز لطرح أي إصحاح للمناقشة على الملأ أمام الناس مسلمين أو مسيحيين ، واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية . وجدته يغير الموضوع بكل خفة وبراعة دون أن يشعر أحداً ، حينما أدرك أني جاد في كلامي ، قائلاَ : اترك الكتاب المقدس مؤقتاً ، فأنت تختلف معي في صحته ، ونحن نريد أن يكون هناك قاعدة مشتركة للحوار ، ولكن ما رأيك في المعجزات أو الأخلاقيات أو الولادة الإعجازية للمسيح ؟ (1)
قلت له : أيهم تحب أن تختار لتتناقش فيه ، فالمعجزات تكررت على يد كثيرين في الكتاب ؟ أم تحب أن نتحدث عن أخلاقيات يوحنا المعمدان ؟ وهل هناك ولادة إعجازية فوق خلق آدم عليه السلام وبلا أم ولا آب ؟ أيهم يا صديقي تحب أن يبدأ به النقاش ؟ استشعر القس مني شوق ورغبة للحوار معه حول أي شيء . وبذكائه الشديد وجدته بكل ثقة وغرور يغير الموضوع للمرة الثانية ، بل وكأنه وجد الموضوع الذي سيحقق فيه الانتصار ، بدأ في رفع صوته تدريجياً لجذب المستمعين ليشاركونه الانتصار . طرح سؤال مفاجيء على أحد البسطاء الحضور ، قائلاً: ـ هل تؤمن بأن الله قادر على كل شئ ؟ فرد عليه : نعم أكيد . سأل آخر بنفس الأسلوب المفاجئ محاولاً شد انتباه الآخرين : ـ وأنت ، هل تؤمن بهذا أيضاً ؟ = فأجاب الآخر: طبعاً الله قادر على كل شئ ، ردّ القسيس طارحاً سؤالاً للجميع : أيستطيع أن يفعل أي شيء وقتما شاء ؟!. = أجاب الجميع كتابة على الشاشة : نعم يفعل بقدرته. فأكمل قائلاً : أيستطيع أحد أن يحد قدرة الله أو يمنع سيطرته؟ = أجاب الجميع مسلمين ومسيحيين: طبعاً لاااااا . ـ فقال : وإذا أراد رب الكون القادر على كل شيء أن يتجسد ، فهل أحد من المسلمين يستطيع أن يمنعه أو يحد من قدرته؟ ثم رفع صوته : ألا يستطيع ؟ ـ ثم رفع صوته أعلى وكأنه يريد أن يُسمع الدنيا كلها ـ هل هناك من يمنعه أن يفعل هذا ؟ . فسكت الجميع ، ولم ينطق أو يعلق أحداً ، وبدأ القس يشعر بالانتصار ، فبدأت أتدخل في الحديث تدريجياً ، قلت له بهدوء : = يسعدني صديقي القسيس أن أتناقش معك ، وسوف أكون سعيداً جداً إذا سمحت لي أن أسألك سؤالاً بسيط جداً ؟ تعجب من جرأتي وإصراري على إكمال الحوار معه. وكررت سؤاله على مسامع الجميع : ـ هل الله قادر على كل شيء؟ ـ رد سريعاً: طبعاً ، نعم . (2)
قلت له : وأنا أيضاً أتفق معك ، وأقول لك: نعم ، لكن اسمح لي أن أوضح لك بعض الأشياء وبعض المفاهيم ، لأنك لا تعرف قدرة الله بمفهومها الحقيقي اللائق بجلال الله وقدرته ، ثم تابعته قائلاً : = تعالى مثلاً أسألك ثلاثة أسئلة دفعة واحدة: = هل الله يستطيع أن يخلق إلاهاً أقوى منه ؟ =هل الله يستطيع أن يموت ويفنى ؟ =هل الله يستطيع أن يخرج الإنسان من ملكوته وسيطرته ؟ ودهش القس زكريا بطرس ، وأجابني في تردد شديد : لا طبعاً . وهنا ابتسمت واستطردت في حديثي قائلاً : = وأنا سأجيبك أنك دخلت لي من هذا الجانب. أولاً : رغم أن الله قادر على كل شيء ، إلا أنه لا يمكن له جل وعلا ـ ولا يليق به ـ سبحانه وتعالى ، أن يخلق إلهاً أقوى منه ، لأنه هو القوى العزيز ، مالك الملك نفسه ، ولا شريك له في الملك ، وإن خَلق إلهاً معـه ـ حاشا لله ـ فهذا الإله الجديد مازال مخلوق وليس خالق ، وبالتالي لا يصح ولا يعقل هذا بالطبع ، وما معنى الإله حينئذ ، إذا كان هناك تعدد آلهة حقيقية ؟ ثانياً : رغم أنه القادر على كل شئ ، فإذا قام الإله الرب وأمات نفسه أو سمح لنفسه بهذا ، فما حال الكون إن لم يكن له إله موجود ؟ وما الموت والفناء إلا ضعف ونقص لدى الشخص ، والله سبحانه وتعالى له صفات الكمال ، ومُنَزّه عن أي نقص. وإذا مات الإله ، فكيف تستقر الأرض دون حفظه ورعايته ، ومن يرزق الكائنات ويدير السماوات والكون بغير علمه وإرادته ؟ هو الحي، القيوم، الباقي، الذي لا يموت ولا يفنى ، وهذه من أسمائه الحسنى، ومن صفاته العُلى، هو أعلنها لنا بنفسه واستنتجتاها بعقولنا وإدراكنا إنها لابد وأن تكون من صفاته سبحانه وتعالى . (3)
ثالثاً : وهذا السؤال الثالث أيضاً لن تستطع يا صديقي القس زكريا أن تجيبه بالإيجاب : هل يستطيع أن يخرج الله أحداً من ملكوته ؟؟ وإذا حدث هذا ، فإلى أين سوف يقوم بإرساله ؟ أهناك سماء غير سمائه؟ أهناك أرض غير أرضه؟ ألا يملك الله ما فوق وما تحت الثرى ؟ مالك الكون ، عالم الغيب ، الأول والآخر ، لا شريك معه . وهنا بدأت أشعر بتغير حالته ، وبدأ الصمت يسيطر على لسان ضيفنا القسيس تماماً ، بعد أن أدرك أنه قد فتح على نفسه جبهة لن يستطع غلقها بسهولة. وهذه هي المجموعة الثانية من الأسئلة صديقي القس ، وأسألك من نفس مدخلك التنصيرى : إذا كان الإله من وجهة نظرك ، قادر على كل شيء ، وأنه يستطيع أن يتجسد لأنه أراد ذلك ، ولا أحد يحد قدرته نهائياً: 1- هل من الممكن أن يتجسد في صورة حيوان ؟ (حاشا لله) . قال القس بسرعة : طبعاً لا . قلت : أليس قادر على كل شيء ؟! ثم أكملت : 2-هل ممكن أن يتجسد في صورة امرأة جميلة (حاشا لله وأستغفر الله) ؟ فقال في غضب أكثر من ذي قبل : طبعاً لا . قلت له : إقراراً بحاله ، أليس الله قادر على كل شيء ؟ !!فلم يرد مكتفياً بالصمت ، فبادرته قائلاً : إن الله قادر على كل شيء ، ولكن قدرته لا بد وأن تليق بمقامه عز وجل ، فالإله لا يليق به أن يكون ذبابة ولا قطة ولا خروف ، وإذا ارتضى أن يتجسد في صورة إنسان فلا يليق به سبحانه أن يكون امرأة جميلة أو قبيحة أو أن لها ثديان ، وإذا كنت لا تقبل أن يكون الإله امرأة ، فنحن المسلمون لا نقبل أن يكون رجلاً أو امرأة أو أن يكون مثليهما أو على هيئتهما البشرية ، لأنه هو الله الذي ليس كمثله شيء ، هو القدوس ، تعالى جل وعلا عما تصفون . ثم سألته : ما دمت تعتقد أن الله بقدرته تجسد فعلاً في صورة إنسان ، فهل يقدر أن يتجسد مرة ثانية ؟ (4)
فإن قلت لا ، فإن ذلك ينفي عنه القدرة أن يكون قد تجسد في المرة الأولى ، وإن قلت نعم ، فأسألك : ماذا سيكون اسمه المرة القادمة ؟؟ فربما يكون اسمه جورج أو مايكل أو محمد أو علي ، وربما يظهر ناسوته على شكل أنثى ، وهل لابد أن يتجسد في صورة المسيح أو يسوع كل مرة ، هذا الاسم الذي اختارته أمه البتول مريم العذراء لمولودها "الطفل" ؟! ، وهل لابد أن تكون أمه المرة القادمة هي مريم أيضاً ؟ أم أنها في المرة التالية سوف تكون مجرد الوعاء الذي احتوى الإله حينما كان على الأرض ؟ ومن هي التي ستنال هذا الشرف في المرة القادمة لتكون أم الإله ؟ ويا ترى ما هو اسم المولود الجديد (عفواً : اسم الإله الجديد) . وهنا وقف القس يتملكه المزيج من الغضب والحيرة والفشل في الرد وإكمال الحوار ، وبدأت إشارات الحزن والغضب الممزوج بخيبة الأمل لفشله في الدفاع عن موقفه ، واكتفى بالشتم والسب مرة أخرى ، ووجدت أن الطريق أصبح مغلقاً بيني وبينه ، فألقيت عليه سؤالاً أخيراً أختم به اللقاء فقلت له : الإله في الإسلام هو (الله) سبحانه وتعالى ، اسم عَلَم مفرد له الأسماء الحسنى والصفات ولكن حتى الآن لا أنا أعرف ولا أحد يعرف ما اسم إله المسيحية تحديداً ؟ هل هو المسيح ، يسوع ، جيسوس ، ياسوس ، إيسا ، إيــزا ؟ وهل هو الله ؟ الآب ؟ الآب والإبن والروح القدس معاً ؟ يَهْـوَه ؟ إلوهيم إله العهد القديم ؟"تعالى اللـه عما يصفون". وهنا لم أجد القس زكريا بطرس ، واختفى صوته الذي طالما جلجل به اعتداءاً على الإسلام والمسلمين ، وترك لنا غرفة الحوار بحجة أن الحوار ليس مناسباً للمقام ، فدعوت الله أن يوفقني وإياه إلى طريق الحق والرشاد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تطلب هذه الرسائل من مركز التنويرالإسلامي: الأكاديمية الإسلامية لدراسات الأديان والمذاهب هـاتف 4857573 ــ 4844604 القاهرة (5)
وشبكة بلـدي www.baladynet.net منقووووووووووول | |
|